أراء أربع شركات على أهبة الاستعداد لخطف الأضواء في معرض أيام جنيف للساعات 2025

أبرز الأسماء المنتظرة في معرض أيام جنيف للساعات، ولماذا ياترى؟

يقترب موعد أيام جنيف للساعات، ومعه يتصاعد وهج الترقب وتحتدم موجات التكهنات. جامعو الساعات يترقبون المشهد بشغف، والصحفيون يهيئون أقلامهم، فيما تنشغل العلامات بصقل روائعها لتتزاحم على صدارة العناوين. وفي خضم بحرٍ زاخر بالساعات الآسرة، لا يعلو فوق الضجيج إلا قِلّة نادرة… ساعات لا تكتفي بإخبارك بالوقت، بل تحكي حكاية من الإبداع.

وعلى مرّ السنين، أثبتت بعض الأسماء قدرتها على الاستحواذ على الأضواء منذ اللحظة الأولى لافتتاح المعرض. واليوم، وبين عشرات العلامات التي تستعد لعرض أحدث ابتكاراتها، تبرز قلة مختارة بسجل حافل في خطف الأنظار داخل حيطان المعرض وخارجها. الأمر ليس محض مصادفة، بل هو شهادة على الابتكار، والجرأة في التصميم، والقدرة على إذكاء النقاشات حتى بعد إسدال الستار. وبناءً على آراء جامعي الساعات وبحوثات عميقة في السوق، تستقر القائمة القصيرة لهذا العام على أربعة أسماء مرشحة للهيمنة على المعرض، ديبيتون، لويس ايرارد، بريتلينغ، وبولغري. وإذا صدق التاريخ، فلن يكتفي هؤلاء بالحضور… بل سيهيمنون على المعرض.

ديبيتون

تحافظ ديبيتون على مكانتها المميزة بين نخبة صانعي الساعات المستقلين في معرض أيام جنيف للساعات، فهي لا تعرف حدوداً لرؤيتها ولا ترضى بالاحتماء وراء أفكار أو تصاميم مكررة. ويكفي أن نتحدث عن تحفتها الفنية ساعة "كايند أوف غراند كمبليكيشن"، تلك الساعة مزدوجة الوجه التي ارتقت بالعلامة تقنياً وفنياً إلى آفاق جديدة. لم يكن ذلك الإصدار مجرد ساعة جديدة، بل كان بياناً صريحاً يؤكد أن هذه العلامة لا تلعب وفق قواعد أحد. ومنذ ذلك الحين، يظل عشاق الساعات في حالة ترقب دائم لمعرفة ما ستفاجئهم به لاحقاً.

سر تفرّد ديبيتون يكمن في قدرتها على الجمع بين جمهورين يندر التقاؤهما، عشاق الميكانيكا المعقدة الباحثون عن الابتكار الخالص، ومحبو الساعات بوصفها قطعاً فنية قابلة للارتداء. وفي حدث مثل معرض أيام جنيف للساعات، حيث تميل كثير من العلامات إلى المسار الآمن في إطلاق الإصدارات، تمضي ديبيتون في خطوات جريئة تترك بصمتها العميقة في السوق وتثير اهتمام حتى أولئك الذين قد يظنون أنهم خارج دائرتها.

لويس ايرارد

لويس ايرارد لا تصنع ساعات فحسب، بل تبتكر تحفاً تمزج بين الحرفية السويسرية الأصيلة وعوالم الإبداع التي يضفيها صانعو الساعات المستقلون والفنانون. ورغم أن بعض الجامعين المتمسكين بالكلاسيكيات قد يستخفون بها، فإن إصداراتها الأخيرة جاءت لتدحض ذلك تماماً، وعلى رأسها تعاونها مع كونستانتين تشايكين في ابتكار ساعة تتميز بأرقى وأصعب الوظائف في عالم صناعة الساعات، وهو التوربيون، لكنها أضافت إليها لمسة مرحة غير مألوفة. كما قدّمت العام الماضي ساعة جراند فو إينامل، لتمنح فناً عريقاً عمره قرون صوتاً معاصراً جديداً.

هذا النهج يؤكد أن لويس ايرارد لا تركض وراء الألقاب، بل تبني جسوراً متينة بين إرث صناعة الساعات الفاخرة وجاذبية التصميم الحديث. وسجلها الحافل ينبئ بأننا قد نشهد تعاوناً جديداً يخطف الأنظار، ربما مع شخصية غير متوقعة، وبطريقة لم يسبق أن رأيناها. وتثبت لويس ايرارد أن تبنّي الحداثة لا يلغي عشق الكلاسيكيات، بل يبعثه من جديد، ولهذا يبقى جناحها في المعرض محطة لا تُفوَّت.

بريتلينغ

ومن الفئة المستقلة إلى اسم كبير راسخ، تدخل بريتلينغ إلى جنيف بزخمٍ، تحمل معها إرثاً عريقاً مدعوماً بجودة متقنة، وأداء موثوق، ولغة تصميم لا تخطئها العين. ورغم اختلاف بعض الهواة حول موقعها في خريطة العلامات الفاخرة، فمنهم يعزز أسمها التاريخي العريق، ومنهم ينتقد عدم تطورها وتركيزها على الإنتاج الضخم. وبغض النظر عن آراء كلا الطرفين، فإنها شركة تواصل تقديم دقة عالية، وموثوقية، وأناقة، وغالباً بسعر يفاجئ من اعتاد على أسعار “الأسماء الكبيرة”.

ولا تزال ساعة نافتيامر أيقونة العلامة وأكثر إصداراتها شعبية، وقد عززتها بريتلينغ على مر السنين بألوان وجماليات متعددة. غير أن العام الماضي شهد انتقالها إلى مستوى جديد بإطلاق أول آلية لها بتعقيدة التقويم الدائم ضمن مجموعات نافتيامر وكرونومات وداتورا. وإلى جانب ذلك، أعلنت عن إعادة إحياء اسم يونيفرسال جنيف الأيقوني تحت جناحها. هذه الخطوات تعكس علامة تصنع مستقبلها بيديها، لا تكتفي بالاتكاء على ماضيها.

ومع هذا التوجه، لا نستبعد أن نشهد توسيع مجموعة التقويم الدائم بطرازات جديدة، أو طرحها بمواد مختلفة، وهي خطوة ينتظرها الكثيرون منذ طرح بعد إصدار الفولاذ، كما أن الكشف عن إصدار عصري من يونيفرسال جنيف، أو ربما الجمع بينهما في حدث واحد، أمر وارد للغاية.

بولغري

حوّلت بولغري سباق الساعات فائقة النحافة إلى بحر من الإبداع، بل وإلى فن قائم بذاته. فمن خلال مجموعة أوكتو فينيسيمو، تواصل العلامة تحطيم الأرقام القياسية وتجاوز حدود ما يمكن أن تحتويه أنحف العلب في عالم صناعة الساعات. وفي مطلع هذا العام، كشفت العلامة عن ساعة أوكتو فينيسيمو ألترا توربيون بسُمك يكاد أن لا يُصدق يبلغ 1.85 ملم.

إنجازات بولغري في هذا المجال أعادت رسم ملامح إحدى أكثر فئات صناعة الساعات تنافسية، وأثبتت أن الابتكار المعاصر قادر على الوقوف نداً للتقاليد العريقة، بل والتفوق عليها أحياناً. ومع اقتراب معرض أيام جنيف للساعات 2025، يبقى ما ستكشفه بولغري لغزاً مثيراً، وهو ما يجعل ترقبها أكثر متعة.

 

ومهما يكن، فإن معرض أيام جنيف للساعات ليس مجرد منصة لمشاهدة إصدارات جديدة، بل هو مسرح للحظة النادرة التي تُفاجأ فيها بساعة تخطف اهتمامك وتدفعك للاقتراب منها أكثر. وحتى تفتح جنيف أبواب المعرض، لن يُحسم السباق لمعرفة من سيتربع على العرش، لكن هذه الأسماء الأربعة تبقى الأقرب برأينا على ذلك.


0 تعليقات