مقال اكتشف جمال الساعات الهيكلية وتفاصيلها الدقيقة

ساعة سكيليتون او بمعناها العربي، ساعة بميناء مفتوح لهيكل المكينة، أوالساعة الهيكلية. وحتى ترى مكينة الساعة التي بيدك، بأجزاءها التي تتحرك بطريقة تجعلك تنسيك العالم الذي من حولك؛ لا بد من إزالة أكبر قدر ممكن من قطع المكينة. وكما يقال: "في القليل ترى الكثير"؛ فكلما قلَّت القطع المستخدمة بالساعة كلَّما زاد التمعن على المكونات الرئيسية والاكثر تعقيدا بالمكينة؛ مما يجعلك تشعر كم هي معقدة تركيبة هذه الساعة.

تاريخ الساعة الهيكلية
قبل 263 سنة؛ اي في عام 1760 قام صانع الساعات الفرنسي أندريه تشارليز كارون بابتكار الساعة الهيكلية؛ من خلال إزالة ميناء ساعة الجيب، حتى يسمح لعملائه بمشاهدة المكينة وهي تعمل، بكامل تفاصيلها.
 
ظناً منه، أن هذا الاختراع سيثير اهتمام الناس، حتى يقبلوا على شراء ساعاته؛ إذ انه في ذلك الحين، كان وضع هذه الصناعة في أزمة انهيار. إلا أن هذا النوع من الساعات، لم يلقى رواجا في ذلك الوقت؛ صناعة أو استخداما على حد سواء. وبزغ نورها من جديد، بداية الستينات من القرن الماضي؛ عندما كانت صناعة الساعات السويسرية، وسط أزمة الكوارتز، تحاول دعم صناعة الساعات السويسرية بكل الطرق الممكنة. لكن الامر لم يكن بالهيّن، حتى منتصف الثمانينات وبداية التسعينات من القرن الماضي، اصبح عدد لا بأس به من أمهر صانعي الساعات، يتجه لصناعة الساعة الهيكلية. ومن ابرز صناع الساعات هو آرمن ستروم؛ الذي قدم في معرض بازل الدولي عام 1984 ليعرض الساعة الهيكلية؛ والتي كانت بداية انطلاقته. إذ قام بتاسيس علامته التجارية التي تحمل اسمه عام 2006. ولا بد من ذكر شخص اخر استمر بتقديم قطع فنية حتى يومنا هذا؛ وهو يوشين بينزنغر.

فن ومهارة صناعة الساعة الهيكلية
صناعة الساعة الهيكلية تقنية تنطوي على العديد من المخاطر والتعقيدات، سواء من الناحية الميكانيكية أو من حيث التصميم. ويكمن الجانب الاكثر تعقيدا في هذا النوع، في قدرة صناع الساعات في الاستغناء عن الاجزاء التي لا حاجة لها في حركة الساعة. يرجع هذا الى عملية التشغيل الصحيح والسليم للمكينة مما يجعلها تتأثر بشدة بتوزيع الكتلة داخل الكاليبر؛ ويعتبر هذا الانجاز الاصعب عندما تقوم بتجريد الساعة من اكبر قدر ممكن من اجزاءها. هذا من الناحية التقنية، اما من الناحية الجمالية؛ يقوم صانعو الساعات باستخدام تقنيات مثل النقش والتلميع والتزيين لتحسين التكوين الميكانيكي للساعة. وتتطلب هذه التقنيات مهارات تم التدرب عليها على مدى عقود من خلال التقاليد والأدوات المتخصصة.

الأمر ليس مجرد تجريد للأجزاء الداخلية للساعة؛ بل يسعى صانعو الساعات إلى إظهار القدرة الكاملة لمهارتهم اليدوية؛ من خلال تشطيب يدوي لكل مكون. الأمر الذي يستهلك الكثير من الوقت والتحلي بالصبر. ولتكريم هذه الجهود، إذا كنت ستشتري ساعة هيكلية، فتأكد من القيام بذلك بشكل صحيح، واختر ساعة ذات جودة عالية.

التطور الصناعي
على الرغم من أن الساعات الهيكلية الاعلى جودة يتم تصنيعها وتشطيبها يدويا؛ الا انه ليس من العدل ألا نعترف بالتقدم في هذا المجال الذي جلبته التقنيات الجديدة معها. على سبيل المثال، ظهرت أحد الابتكارات التكنولوجية المهمة جدًا؛ من خلال حساب الحد الأقصى لمقدار المواد التي يمكن إزالتها مع تحسين تصنيع المكونات بحيث تكون بالفعل "منخفضة" قدر الإمكان. أدى هذا إلى تقليل عدد ساعات العمل بشكل كبير.

سمحت هذه التقنية في التكنولوجيا لريتشارد ميل، بإنشاء نوع خاص به من الساعات الهيكلية. وهي تقنية اعتمدها العديد من صانعي الساعات الآخرين منذ ذلك الحين. حيث ترتبط هوية ريتشارد ميل ارتباطًا وثيقًا بعلم الساعات الهيكلية، سواء من منظور "تقليل الوزن" أو من ناحية تصميم ساعاته.

بعض الأمثلة أفضل لساعات هيكلية جميلة.
الساعة الهيكلية ليست إلا لأغراض جمالية بحتة. وكما ذكرنا سابقا فإنها تسمح لكل مكون صغير من المكينة ان يكون معروض بالكامل. بمعنى أنها لا تعطي وظائف إضافية؛ بل هي فقط لاظهار جمالية المكينة وكل تفاصيلها. وهنا؛ نستعرض افضل عشرة إصدارات سكيلتون:

باتيك فيليب كالاترافا

فاشيرون كونستانتين الهيكل توربيون  افورسيز:

إذا وجدت نفسك تحدق بشوق في مجموعة ساعاتك، وتعجب بكل ميناء لامع وسوار معدني أنيق، فقد يكون الوقت قد حان لتضم لمجموعتك ساعة هيكلية. وفي الاعادة افادة؛ فقد تم صنع الساعات الهيكلية عمليا لتكون موضع اعتزاز للتحفة التي تحملها يدك. عندما تضع عينيك على الميناء المكشوف لأول مرة، من المستحيل عدم تقدير الأعمال المعقدة بمثل هذه الساعة.