مقال المزادات تاريخاً وأثراً في عالم الساعات

المزادات و دورها الكبير في توجيه العرض والطلب

أول مزاد في لندن اشتمل على الساعات؛ كان عام 1814. وكانت تلك هي نقطة بداية مفهوم مزادات الساعات، مع التركيز في البداية على ساعات الجيب المرغوبة التي يعتز بها الأثرياء. 

وفي القرن الذي يليه وتحديدا عام 1974،  قام أوسفالدو باتريزي بتأسيس أول دار مزاد ساعات مخصصة على الإطلاق، تحت اسم آنتي-كوروم. تخصصت هذه المؤسسة في بيع الساعات النادرة بالمزادات فقط، والتي تعتبر علامة فارقة في عالم مزادات الساعات. ومنذ ذلك الحين ، تطور هذا النوع التجاري إلى منصة مزدهرة لهواة الجمع والمستثمرين لاقتناء أو بيع الساعات القيمة.

ظهرت دور مزادات الساعات البارزة كقوى محورية في الصناعة ، حيث تقدم كل منها خبرتها الفريدة؛ كل بطريقته الخاصة. حيث تجري دار سوثبيز  مزادات منتظمة تتميز بساعات فاخرة فريدة من نوعها وكذلك العصرية. 

فلدينا دار كريستيز للمزادات تستضيف مزادات الساعات في المدن العالمية، وتعرض مجموعة متنوعة من العلامات التجارية المرموقة والقطع الحصرية. 

فيما تشتهر شركة فيليبس بخبرتها في المزادات الفاخرة، وتفتخر بمزادات مخصصة للساعات، وتسلط الضوء على ساعات استثنائية من العلامات التجارية الشهيرة وصانعي الساعات المستقلين.

 أما آنتي-كوروم، مزاداتها متخصصة في الساعات النادرة والعتيقة، وتنظم كتالوجات واسعة لمقتنيات صناعة الساعات. 

أخيرًا ، تقدم بونهامز آند واتشز نايتسبريدج "Bonhams and Watches  of Knightsbridge" مزادات منتظمة تلبي ما يسعى له المشترين من خلال مجموعة واسعة من الساعات.

يعود تاريخ مزادات الساعات الى القرن التاسع عشر؛ حيث اكتسبت أهمية بيع الساعات بالمزاد آنذاك. وقد ركزت تلك المزادات على ساعات الجيب؛ بما في ذلك ساعات اليد في آواخر القرن التاسع عشر مع تزايد شعبيتها. في حين أن آنتي-كوروم تتميز بكونها أول دار مزادات مخصصة فقط للساعات؛ إلا أن دور المزادات القائمة مثل سوثبيز و كريستيز كانت تدمج الساعات الأعلى مبيعا قبل تأسيس آنتي-كوروم.

وفيما يتعلق بالارقام القياسية للساعات الاغلى بالتاريخ في المزادات؛ ففي عام 1999 ، سجلت ساعة الجيب التي قام بطرحها للمزاد هنري غريفز جونيور رقما قياسيا كأغلى ساعة بيعت في مزاد على الإطلاق ، حيث حققت 11 مليون دولار.

سلعة جيب باتيك فيليب فائقة التعقيد ـ هنري غريفز جونيور

 ظل هذا الرقم القياسي قائمًا حتى عام 2014 ، عندما تجاوزته ساعة باتيك فيليب 1518 من الفولاذ المقاوم للصدأ.

باتيك فيليب 1518 من معدن الفولاذ

 واستمرت حتى عام 2019 ، حيث باعت دار كريستيز بالمزاد ساعة باتيك فيليب جراند ماستر كايم رقم   6300A-010 والمصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ وتحتوي على 20 تعقيدة ، بسعر قدره 31 مليون فرنك سويسري (ما يعادل 31.19 مليون دولار أمريكي في ذلك الوقت) ولم يتجاوز هذا السعر اي مزاد حتى يومنا هذا.

باتيك فيليب "جراندماستر جيم" مرجع. 6300A-010

كان لمزادات الساعات تأثير كبير على سوق الساعات عالميا. كما لعبت دورًا محوريًا في رفع القيمة السوقية لمنتجات صانعي الساعات المستقلين. من خلال عرض ساعاتهم بالمزادات؛ الامر الذي قادهم لكسب حصة سوقية ومطارقة كبار شركات الساعات العالمية.

أحدثَ ظهور الإنترنت والمنصات على الإنترنت ثورة في عالم مزادات الساعات. حيث أصبحت المزادات عبر الإنترنت المشاركة أكثر ملاءمة للمشترين والبائعين، مما أدى إلى توسيع نطاق الوصول اليها.

وفي وقتنا الحالي، تستمر مزادات الساعات في الازدهار كمنصة لهواة الجمع والمستثمرين للحصول على ساعات نادرة. توظف دور المزادات أقسامًا متخصصة وخبراء لاعتماد الساعات وتقييمها وتنظيمها للبيع بالمزاد، مما يضمن مجموعة متنوعة من العروض، من الساعات القديمة إلى الإصدارات الحديثة المحدودة والابتكارات الجديدة من قبل صانعي الساعات المستقلين.

تتضمن عملية مزاد الساعات عدة خطوات رئيسية. إذ يقوم مالكو الساعات الذين يرغبون في بيع ساعاتهم بالتواصل بدار المزادات من أجل ارسال الساعة، حتى يتم تقييم حالة الساعة وأصالتها وندرتها وأهميتها التاريخية ومدى قوة طلبها في السوق. بمجرد قبولها، تقوم دار المزاد بفحص كل ساعة وبحثها بدقة، مع تقديم أوصاف وتقديرات دقيقة. تتم عملية الترويج والاعلان المسبق للمزاد، يصاحبها أيام عرض الساعات؛ حيث يمكن للمشترين المحتملين فحص الساعات. يقوم المشترون المهتمون بالتسجيل في دار المزاد للمشاركة؛ حيث يمكنهم حضور المزاد إما شخصيًا أو من خلال منصات المزايدة عبر الإنترنت. وبعد انتهاء المزاد، يستكمل الفائزون بالمزاد بترتيبات الدفع والشحن، بينما يمكن التفاوض على الساعات غير المباعة للمبيعات الخاصة أو إعادتها إلى المرسل.


من الجدير بالذكر أنه في مزادات الساعات، يمثل "سعر المطرقة" مبلغ العطاء النهائي الذي يتم فيه بيع الساعة. وبحكم العادة، يقوم صاحب المزاد بضرب المطرقة، للإشارة إلى قبول العطاء الفائز. لا يشمل سعر المطرقة أي رسوم أو مصاريف إضافية. "علاوة المشتري" هي رسوم إضافية يجب على الفائز بالمزاد دفعها، محسوبة كنسبة مئوية من سعر المطرقة. وهذه تعتبر بمثابة عمولة أو رسوم خدمة لدار المزاد. يمكن أن تختلف النسبة بين دور المزادات ، وعادة ما تتراوح من حوالي 10٪ إلى 27٪ من سعر المطرقة.


وهنا نستذكر الحادثة الشهيرة التي حصلت في مزاد فيليبس – نيويورك في ديسبمر 2021 على ساعة باتيك فيليب تيفاني 5711. الذي حاز عليها "زاك لو" بعد ان فشل الفائز بالمزاد باتمام عملية التحويل المالي لدار فيليب للمزادات بعد 6 اسابيع من انتهاء المزاد عليها. وقد تم اختيار "زاك لو" نظرا لسجله الكبير لدى شركة باتيك فيليب وتيفاني آند كو والتي حصل عليها بعد ان دفع 6.5 مليون دولار.


واخيرا ولا ليس اخرا، هل سبق وقد حضرت او شاركت من قبل في احدى مزادات الساعات؟ اخبرنا بذلك من خلال التعليات ادناه.
 


0 تعليقات