موضوع الأسبوع
لويس إيرارد تكشف عن الإصدار المحدود "غرافي مان"

منذ عام 2021، تواصل دار لويس إيرارد إعادة رسم حدود فنون وحِرف صناعة الساعات التقليدية، متنقلةً بين الميناء المطلي بتنقية الغراند فو إينامل، وزخارف الغيوشيه، وفن الترصيع بالخشب. واليوم، تكشف الدار عن أحدث إبداعاتها ساعة "غرافي مان"، التي تفتتح فصلًا جديدًا يكرّم واحدًا من أعرق فنون صناعة الساعات، ألا وهو النقش اليدوي.

تمثل ساعة غرافي مان محطة جديدة في سلسلة إصدارات لويس إيرارد المخصصة لتسليط الضوء على الحرف اليدوية. الإصدار المحدود المكون من 99 قطعة يضع النقش اليدوي في قلب التصميم، حيث تُزخرف جميع الأجزاء المعدنية يدويًا عبر عملية دقيقة تستغرق أكثر من 50 ساعة عمل.

مقال ما العلاقة بين الجواهر ومحركات الساعات؟ وهل الجواهر تشير فعلاً الى قيمة الساعة؟

لفترة طويلة، حَرصت العلامات التجارية للساعات على جذب العملاء بسحر الأحجار الكريمة الثمينة الموجود في محركاتها

لفترة طويلة، حَرصت العلامات التجارية للساعات على جذب العملاء بسحر الأحجار الكريمة الثمينة الموجود في محركاتها. في الماضي، توجهت بعض الشركات المُصنعة إلى كتابة عدد المجوهرات على المينا كدليل على المكانة المرموقة للساعات، وعلى الرغم من أن هذهِ الكتابات قد إختفت بشكل كبير الآن، إلا أنه لا يزال السؤال مطروحاً هل حقًا عدد الأحجار الكريمة في محرك الساعة يعكس قيمتها، أم أنه مجرد كلام لا أساس له من الصحة، سَتجد الجواب في هذه المقالة.

بعد التحدث إلى صانعي الساعات ذوي الخبرة الطويلة، تَوضح أن أهمية الأحجار الكريمة في محركات الساعات كانت موضوعًا مثيرًا للجدل في الماضي. الكثير من الحكايات تدور حول شك العملاء  بِسَرَقة صانعي الساعات للأحجار الكريمة من ساعاتهم. وعلى الرغم من أن بعض العملاء يعتقدون أن إستخدام الأحجار الكريمة يزيد من قيمة الساعة، فإن الحقيقة هي أن هذه الأحجار  لها قيمة اقتصادية ضئيلة جدًا. مع ذلك، تلعب الأحجار الكريمة دورًا حاسمًا في محركات الساعات.

عند إنتاج عجلات سلسلة التروس ومجموعة التوازن في الساعة، عادةً ما يكون هنالك فرق بمقدار 5 ميكرونات زائدة أو ناقصة من العدد الدقيق المطلوب. وهذا يعني أن الدقة المطلوبة لحركة الساعة هي عالية للغاية، هُنا نتوصل إلى أن اي إحتكاك يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على أدائها. ولمنع هذهِ المشكلة من الحصول، يستخدم صانعو الساعات محامل جوهرية لإستيعاب هذه المكونات، مما  يقلل الاحتكاك ويُحَسن دقة الساعة.

في عالم صناعة الساعات، تُستخدم الأحجار الكريمة الإصطناعية بشكل شائع، حيث يعد الياقوت الإصطناعي هو الأكثر شيوعًا. تتم تثبيت هذه الأحجار في جزء محكم ويُعرف بإسم "البوليه" (وهو مصطلح فرنسي)، وهي عبارة عن قطع مخروطية الشكل. بعد النمو، يتم تشكيل الأحجار الزرقاء الإصطناعية من خلال عملية صعبة وتستغرق وقتًا طويلاً تشمل الطحن والقطع والتلميع بإستخدام أدوات مزودة برؤس من الماس. وعلى عكس الياقوت الطبيعي، فإن الياقوت الاصطناعي لا يحتوي على الشوائب، مما يجعلها سهلة الإستخدام كأحجار للحمل. يَتميز الياقوت الإصطناعي بحبيبات صغيرة ويمكن تلميعها إلى مستوى عالٍ جدًا، مما يجعلها خيارًا ممتازًا لصناعة الساعات. وعلى مقياس "موهس" للصلابة، يتم تقييم الياقوت الطبيعي والإصطناعي بتقييم يصل إلى 9، في حين أن الماس يعتبر أصعب مادة من حيث الصلابة بتقييم يصل إلى 10. وعلى هذا النحو، فإن الياقوت الإصطناعي هو خيار عملي وفعال من حيث التكلفة لإستخدامهِ كحجر حمل في الساعات.

في عالم صناعة الساعات الحديثة، عادةً مايتم تركيب الأحجار الكريمة الإصطناعية بطريقة الإحتكاك في اللوحات الرئيسية والجسور، وهذهِ العملية تم ابتكارها لأول مرة في الثلاثينيات من القرن الماضي. قبل ذلك، كان يتم وضع الأحجار الكريمة في إطار من النحاس، مما يجعل عملية استبدالها أكثر صعوبة. تضم الساعات المعاصرة الأحجار الكريمة في مجموعة متنوعة من المناطق، بما في ذلك أحجار حمل للعجلات، وأجزاء التعبئة التلقائية، وآليات التقويم، وكذلك حجارة الباليت.

في الساعة، عجلات سلسلة التروس هي المسؤلة عن نقل الطاقة من النابض الرئيسي إلى مهرب الطاقة، لضمان أن هذه العملية فعالة وخالية من الاحتكاك قدر الإمكان، يتم استخدام الجواهر كمحامل لمحاور تلك العجلات. إنّ إستخدام المحامل من الفولاذ أو النحاس يزيد من الإحتكاك، مما يؤدي لإستنزاف الطاقة من النابض الرئيسي. ومع ذلك، فإن استخدام الجواهر جنبًا إلى جنب مع الفولاذ المصقول للغاية للمحاور، يقلل بشكل كبير من الإحتكاك، ويُعزز الآداء العام لحركة الساعة. 

تَستخدم الساعات الحديثة ذات الجودة العالية محامل مرصعة بالجواهر في أجزاء مختلفة من الحركة لتقليل الإحتكاك وزيادة الكفاءة. على سبيل المثال، تُستخدم أحجار الباليت على ذراع الهروب للعمل ضد السطح الفولاذي المصقول لأسنان عجلة الهروب، بينما تَستخدم محاور التوازن محمل جوهرة عجلة التروس على الطراز القياسي مع مقاعد معدنية لتقليل الإحتكاك. في الساعات التي تلبي معايير الدقة الأعلى، مثل تلك المعتمدة من قبل "سي.اوه.أس.سي"، (C.O.S.C)، يتم تجهيز برميل الزنبرك أيضًا بمحامل مرصعة بالجواهر بدلاً من الحلقات النحاسية التقليدية. هذا الإستخدام للمحامل المرصعة بالجواهر يُعد عاملاً مهماَ في ضمان دقة وطول عمر الساعات الفاخرة.

تُستخدم جواهر الياقوت أيضًا في الجوهرة الدوارة ، الموضوعة على الجانب السفلي من عجلة التوازن ، وتعشيقها مع المنصة لإطلاق الطاقة. يتم دمج جوهرة الأسطوانة مع الفولاذ المصقول للغاية لشوكة البليت ، مما يقلل الاحتكاك لتحقيق أعلى أداء.

الدوار الأوتوماتيكي هو منطقة أخرى يستهلك فيها الاحتكاك الطاقة ، مما يقلل من كفاءة اللف. في حين أن بعض الحركات تستخدم محامل كروية لزيادة الكفاءة ، فإن الكوادر التي تستخدم المحور تعتمد على الجواهر. يتم تثبيت المحور بشكل نموذجي على جوهرين مثبتين في الجسر العلوي والسفلي للعمل الأوتوماتيكي.

بالإضافة إلى التطبيقات السابقة للجواهر، نجد أن للجواهراستخدامًا آخراً في العديد من حركات الساعات المعقدة، بما في ذلك ساعات الكرونوغراف ومكرر الدقائق ومؤقت العد التنازلي. وعلى الرغم من أن الياقوت الإصطناعي الخاص بك قد لا يكون باهض الثمن، إلا أنهُ يؤثر بشكل كبير على دقة ساعتك، مما يجعل هذه الأحجار الصغيرة غير الثمينة ذات قيمة عالية.


2 تعليقات
Hamad Easa
قبل سنتين
Hamad Easa
قبل سنتين